مرت الأيام وعاد ديسمبر أجلس هنا، أمام صفحة بيضاء، أحاول أن أخط كلمات تعبرعما في داخلي،
أن أبحر في ذكرياتي وإنجازاتي وأرسم أحلامي ، لكن يبدو أن الكلمات ترفض الانصياع لي هذه المرة ، ربما لأن ما في داخلي أكبر من أن يُحكى أو ربما لايوجد شئ لأوثقه كما عادتي ..
تذكرت كيف بدأ العام بأحلام صغيرة رسمتها في ذهني.وكنت أعتقد
أنني أستطيع تحقيق أشياء حلمت بها ، لكن سرعان ما شعرت بأن الرياح قد أخذت مِجداف
حياتي بعيداً عن الاتجاه الذي اخترته ، والوجهة التي قصدتها ..
عاماً مرّ، ولكنه لم يمرّ خفيفاً كما توقعت ؛ كان ثقيلاً .. بمزيج من الآمال
والخذلان ، حافلاً بالخيبات والمعارك التي خُضتها بداخلي .. والتي لم تكن واضحة
للعيان بل كانت شرسة في الخفاء بيني وبين ذلك الصوت الذي يهمس لي كل
يوم أن أستسلم. ومع ذلك ، لم أفعل .
كان مليئاً بالصمت والصبر والانتظار،
ولم تكن مجرد كلمات بل دروساً عشتها بكل
تفاصيلها ... تعلمتُ منها أن النضال الحقيقي لا يحدث في
الساحات، بل في داخلنا، عندما نحاول أن نتصالح مع ضعفنا، ونعيد بناء أنفسنا رغم كل
شيء.
أحاول أن أحصي الإنجازات ، فلا أجد الكثير
لأحتفل به ....!
أعاتب نفسي قليلاً، ثم ألتمس لها العذر"
ليس كل عام يُصنع فيه المجد! وأحياناً نكون مجرد ناجين , لذا سأحتفل بنجاتي هذ
العام ... النجاة من كل ما كان يهددني بالانكسار، النجاة من خيبات التوقعات و
فقدان الشغف ... وأيضاً تقديراً لما عشته ، وإيماناً بما سيأتي ، وأن النور الذي
طالما انتظرته قد بدأ يتسلل بخطوات واثقة إلى حياتي ..
واليوم ، وأنا أقف على عتبة نهاية هذا العام، ربما لم أحقق فيه ما أردت لكنني تعلمت أحاول .. فأنا لست كما كنت في بدايته .. بدأته وأنا أتوجس من المجهول ، لكنني الأن أكثر شجاعة في مواجهته .. والصبر الذي اعتقدت أنه سيكسرني أصبح قوتي .. والوحدة التي خشيتها أصبحت مرآتي التي رأيت فيها نفسي بوضوح .. وما كنت أراه نهاية أصبح بداية جديدة
و رغم كل شي أعلم أن كل لحظة مرت، سواء كانت مليئة بالفرح أو بالدموع ، كانت جزءاً من رحلتي وأنا راضيه بها يقيناً أن كل شئ بتقدير العزيز العليم .
ختاماً هي ليست مجرد أمنيات عابرة، بل رجاءً عميقاً ينبع من أعماقي المثقلة بكل ما
مرْ...
أن أكون أقوى وألطف، وأكثر إيمانًا بأن
القادم أجمل .."ودعاءاً صادقاً أن يُديم الله أحبتي بخير
أن يغمرني شعور الحياة ، والأمان الذي يسكب في الروح طمأنينة ، أن يهبني السند
الذي يُشعرني أن العالم مهما قسا لن يهزمني .. وأن أفرح لحدوث أشياء تمنيتها
طويلاً... يجعلني أعيش دعواتي واقعاً جميلاً.
✒️... fατɪмα