حديث عابر عن العمر جعلني أفكر وأتفكر حين سألت نفسي كم عمري الحقيقي؟!
بعيدا عن طبيعة الأنثى أنها لآ تحب السؤال عن عمرها
إلا أن مااقصده هناليس عدد السنوات والشهور والأيام التي عشتها بل أن الأمر أعمق من ذلگ ؛ وهو عدد اللحظات التي صنعت فيها إجابات على واحد من أربعة أسئله نُسأل عنها يوم القيامة وهو " عن شبابه فيما أبلاه؟ ! لأنها جزء من عمري الذي سيسألني الله عنه ؛ أريد أن تكون إجابتي عند تلگ اللحظة عمر من الطاعات , عمر من الإنجازات , عمر من السعي لرضا الله عزوجل عمر من الحياة ؛ لأن الحياة الحقيقية ليست الدقائق أو الثواني التي نتنفس فيها ونستهلك موارد الأرض فقط بل هي الشعور الحقيقي بالحياة ذاگ الذي يجعلك تشعر إنك جزء من هذا الكون وأنك واحد من المخلوقات التي أبدع الله عز وجل في صنعها بل أنه كرمگ عليها جميعا وسخر گل شيء لخدمتك ؛ حين تشعر بقيمتك الحقيقية ؛ بأن لديگ رسالة وأنك خلقت لهدف معين ؛ وأن لك دور في منظومة هذا العالم ؛ لذا السؤال هنا كم سيكون عمرك حين تجمع اللحظات التي جعلتها لخدمة الهدف الذي لأجله خٌلقت ؟!
إذا أدرگ كل واحد منا هذه المعادلة سنجد أن حصيلة أعمارنا الحقيقية قليلة جدااا ، فكم من الساعات أضعنا في تفاصيل كل يوم ، كم من الساعات لم نشعر حتى بمرورها ، كم من الساعات قصدنا تضييعها ! كم وكم من ساعات الكسل والأكل النوم وجلسات لآ تفيد في الدنيا والآخرة ! والكثير منها يمر دون أن ندرك أن كل شيء مكتوب محصى وسوف نُسأل عنه !
علماء النفس وخبراء التنمية البشرية يقولون أن عمر الإنسان هو مجموع اللحظات التي شعرت فيها بالسعادة
ولا أختلف معهم لكن مفهوم السعادة الحقيقي هو اللحظات التي نشعر فيها بقرب الله عزوجل فكم من مرة أحسست قربه ولطفه كم مرة فكرت أنه يراگ وإستشعرت ذلك السر والعلن ، كم مرة أديت حق عبادته حبآ وليس خوفا ، كل مرة ساعدت كم مرّة أدخلت السرور على قلب مسلم !
؛ كم مرة سعيت لجبر خاطر ولأن تكون سندا لمظلوم وعونا لمحتاج !
كم مرة شعرت فيها بالقوة! كم من الصعاب تخطيت ؟!
كم مرة ضحكت فيها بعمق بروح نقية وقلب سليم لآ يحمل حقدا على أحد ؟!
كم مرة تفكرت في تفاصيل صغيرة وكم من الذكريات الجميلة لديگ ! لأن مقاييس حياة الروح تختلف عن الجسد ؛ فقد تذبل بوقت مبكر وقد تنمو لتصبح شجرة مثمرة ؛ لذا علينا أن نسكب عليها من زلال الرضا لتزهر طمأنينة ولتنثر على القلب رحيق السعادة ليتألق الوجه وتنبض النفس بالحياة !
لذا عاهدت نفسي ألا أعير إهتماماً لعدد السنوات وإزدياد الأرقام بل إلى عدد المرات التي إقتربت فيها من إكمال هدفي
وأداء رسالتي ؛
عدد المرات التي كُللت بالسعي والجهد والصبر ،
وأن تبقى روحي طفلة كما الفراشة تقصد الورد من حقل الحياة ؛ تواجه الصعاب بقلب جسور لآ يعرف للمستحيل طريق '
والأ أدعوا الله بعمر طويل بل أسأله البركة فيه
وأيام تملؤها الحياة "
وحين أغمض عيناي لآخر مرة وتطوى صفحتي وترفع صحيفتي أن يجعل من عمري ما أستحق به أن يقال لي "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "
✍فاطمۃ المدني